fbpx

الزلازل في تركيا – تاريخ طويل واستعداد للزلزال الأكبر

في عالم يتعامل مع العديد من الظواهر الطبيعية التي تشكل تحدياً دائماً أمام البشر، تبرز الزلازل كواحدة من أكثرها تأثيراً وانتشاراً. وعلى الرغم من أن الزلازل قد تضرب في مناطق متعددة حول العالم، إلا أن تركيا تعتبر واحدة من البلدان التي تشهد تأثيراتها بشكل لا يمكن تجاهله. الزلازل في تركيا تمثل جزءًا مهمًا من تاريخها، حيث تكمن علاقة متينة بين هذا البلد وهذه الظاهرة الطبيعية. سنستعرض في هذا المقال هذه العلاقة وتأثير الزلازل على تركيا، وكيف تواجه هذا البلد الصعاب والتحديات الناتجة عن هذه الظاهرة الطبيعية.

أسرار وألغاز النشاط الزلزالي في تركيا

تمر تركيا بظاهرة غريبة ومعقدة تتعلق بتحرك الصفيحة العربية تحتها، على الرغم من أن كلتي الصفيحتين تتمتعان بنفس الكثافة. هذا الظاهرة تثير العديد من التساؤلات، ولا سيما في المناطق الشرقية من تركيا. ففي هذه المناطق، تتواجد سلاسل من البراكين، تشبه الأقماع الجبلية المرتفعة والمغطاة بالثلوج، وهي تشكل جزءاً من “حافة النار” المعروفة في المحيط الهادئ والتي تتميز بنشاط زلزالي متواصل. و ترتبط تركيا بشكل لا يمكن تجاهله بالهزات الأرضية والزلازل التي تجتاح المنطقة بشكل دوري ومكثف. هذه الظاهرة الطبيعية لها جذور متعددة وأسباب معقدة تفسر تحوّل تركيا إلى مركز رئيسي للزلازل. إليكم فيما يلي بعض الجوانب الأساسية التي تساهم في هذا التحوّل:

  1. الموقع الجغرافي والخطوط الصدعية: يقع تركيا في منطقة تشهد تقاطع صفائح أرضية متعددة، حيث تواجه صفيحة الأناضولية ضغوطاً من الصفيحة العربية والصفيحة الأوراسية. هذا التقاطع يجعل تركيا عرضة للهزات الأرضية نتيجة للصدعات الجيولوجية المستمرة.
  2. حجم الفوالق الأرضية: بعض المناطق في تركيا تقع عند نقاط إلتقاء صدع خليج العقبة والبحر الميت، مما يجعلها عرضة لهزات أرضية هائلة نتيجة للفوالق الأرضية الضخمة في هذه المنطقة.
  3. ظاهرة الرسوبيات الأرضية: تتعرض تركيا أيضاً لظاهرة الرسوبيات الأرضية التي تتسبب في تحرك طبقات القشرة الأرضية وتزيد من احتمالية حدوث الزلازل.
  4. المنشآت الضخمة: إن بناء المنشآت والمباني الهندسية الكبيرة، مثل السدود ومشروع قناة إسطنبول، يمكن أن يزيد من الحمل على القشرة الأرضية ويسهم في حدوث الزلازل.

هذه العوامل تجمع جميعها لتجعل تركيا منطقة حساسة للزلازل وتجعل من دراستها وفهمها ضرورة حيوية للتصدي لتلك التحديات الطبيعية المستمرة.

زلزال تركيا المُدمر، 6 فبراير التاريخ الذي لا يُنسى

6 فبراير وتحديداً في الساعة 4:17 صباحاً بالتوقيت المحلي ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 7.8 درجة مناطق شاسعة من تركيا وأجزاء من سوريا، وكان مركزه السطحي غرب مدينة غازي عنتاب و بعد مرور تسع ساعات وتحديداً في الساعة 13:24 ظهراً وقع زلزال آخر بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر بمنطقة إيكين أوزو بالقربِ من مدينة مرعش وبلغ عدد ضحايا هذين الزلزالين في تركيا وسوريا حسب الإحصائيات أكثر من 51000 قتيلاً و 120000 مصاباً، وخلّفا أضراراً مادية جسيمة في كِلا البلدين.

هذه الفاجعة التي وصفت بأنها الأقوى في تركيا منذ ما يقارب 100 عام

زلزال تركيا
الزلازل في تركيا

تاريخ طويل من الزلازل في تركيا وعلاقة وطيدة لازالت مستمرة

فيما يلي نقدم لكم مراجعة سريعة للزلازل التي وقعت في تركيا :

زلزال أرزينجان 26\12\1939

1939
الزلازل في تركيا

زلزال إرزنجان الذي وقع في 26 ديسمبر 1939، كان من أكبر الزلازل التي ضربت تركيا حيث بلغت شدته حوالي 7.8 درجة على مقياس ريختر، وكان ذلك في الساعة الخامسة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي، مما أسفر عن دمار هائل في منطقة إرزنجان ومدن مجاورة، وأدى إلى مقتل اكثر من 30 الف شخص وإصابة أكثر من 100 الف آخرين، وتضررت المباني والهياكل بشكل كبير، مما دفع بضرورة تعزيز معايير البناء والبنية التحتية الزلزالية في تركيا لتجنب مثل هذه الكوارث في المستقبل.

زلزال توكات ومركزه أربا 20\12\1942

1942
الزلازل في تركيا

في يوم 20 ديسمبر من العام 1942، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بلدة إربا في ولاية توكات شمال تركيا، وقد أسفر هذا الزلزال عن فاجعة بلغ عدد ضحاياها حوالي 3 آلاف شخص. تعرضت مدينة توكات نفسها ومناطق أخرى لأضرار جسيمة، مع تدمير مئات المنازل والممتلكات العامة والخاصة

زلزال توسيا 26\11\1943

زلزال توسيا 26\11\1943
الزلازل في تركيا -زلزال توسيا 26\11\1943

زلزال توسيا، وقع بتاريخ 26\11\1943 بقوة 7.6 وأسفر عن مقتل 4 آلاف شخص. وجرح أكثر من 50 شخص

زلزال بولو01\02\1944

زلزال بولو01\02\1944
الزلازل في تركيا -زلزال بولو01\02\1944

في الأول من فبراير عام 1944، ضرب زلزال بولو جيريد تركيا عند الساعة 05:22 بالتوقيت المحلي. تم تقدير شدته بحوالي 7.5 درجة على مقياس ريختر ، وبلغت شدة الهزات الأرضية القصوى (عنيفة – شديدة للغاية) على مقياس شدة Mercalli. هذا الزلزال تسبب في تمزق جزء من صدع شمال الأناضول، وكان جزءاً من سلسلة من الأحداث الزلزالية التي تجولت غالباً نحو الغرب عبر منطقة الصدع. هذه السلسلة بدأت مع زلزال إرزنجان في عام 1939.

زلزال إسطنبول 1509

زلزال مرمرة “إزميت” 17\08\1999

زلزال مرمرة "إزميت" 17\08\1999
الزلازل في تركيا -زلزال مرمرة “إزميت” 17\08\1999

بدأ الزلزال الذي وقع في الجزء الغربي من خط صدع شمال الأناضول، والذي يمتد عبر المناطق الشمالية من تركيا، في تاريخ 17 أغسطس 1999 الساعة 03:01 صباحًا واستمر لمدة 45 ثانية. وقع الزلزال في منطقة “غولجوك” في إزميت، وتم تصنيفه بقوة 7.6 على مقياس ريختر وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS)، بينما حددته مرصد “Kandilli” التابع لجامعة “بوغاز إيتشي” على أنه بقوة 7.8. ووفقًا لتقرير لجنة البحوث البرلمانية بتاريخ يوليو 2010، فقد فقد حياتهم في الزلزال 17,480 شخصًا وأصيب 43,953 آخرون. بينما تقدمت مصادر غير رسمية بتقديرات تشير إلى أن عدد الوفيات قد يكون قرابة 50,000 شخص.

زلزال إيلازيغ 24 يناير 2020

زلزال إيلازيغ 24 يناير 2020
الزلازل في تركيا -زلزال إيلازيغ 24 يناير 2020

ضرب زلزال بلغت شدته 5.3 درجات ولاية ألازيغ في شرق تركيا بتاريخ 24 يناير 2020. وأفادت إدارة الكوارث والطوارئ التركية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني بأن الزلزال وقع في الساعة 09:37 بالتوقيت المحلي. وأشار البيان إلى أن مركز الزلزال كان في ولاية ألازيغ وأنه وقع على عمق يبلغ 15.94 كيلومتر.أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) في بيان صباح السبت الموافق 25 يناير أن حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط تركيا قد وصلت إلى 30 شخصًا، وأن عدد المصابين وصل إلى 1015 شخصًا في عدة ولايات، منها ألازيغ، وملاطيا، وديار بكر، وأديامان، وباطمان، وكهرمان مرعش، وشانلي أورفا وفقًا لتقرير “AFAD”.

زلزال اسطنبول الكبير

بعد وقوع زلزال كهرمان مرعش المدمر في تركيا حذر خبير الزلازل التركي ناجي غورو من احتمالية وقوع زلزال مدمر في مدينة إسطنبول، يصل تقديره لشدته إلى حوالي 10 درجات على مقياس ريختر. وفي هذا السياق، دعا رئيس بلدية المدينة إلى الاستفادة من التكنولوجيا والعلم لتقليل حجم الخسائر المتوقعة في حال وقوع هذا الزلزال. تلك التوقعات تستند إلى وجود “فجوة” تمثل مصدرا محتملا لحدوث ما يُعرف بـ “زلزال مرمرة الكبير والمدمر”، والذي من المتوقع أن تصل شدته في بعض مناطق إسطنبول إلى حوالي 10 درجات على مقياس ريختر. سيكون هذا الزلزال عبارة عن حدثين زلزاليين متتاليين، ويمكن تصويرهما كأربعة زلازل من حيث شدة القوة. وتوضح توقعات الخبير التركي أن الجزء الآسيوي من إسطنبول سيكون أقل تأثرا بالزلزال مقارنة بالجزء الأوروبي من المدينة نتيجة لقوة الزلزال المتوقع تأثيره بشكل أكبر في الأماكن المواجهة للساحل والمناطق الشمالية من المدينة.

ما هو أكبر زلزال حدث في تاريخ تركيا؟

أكبر زلزال حدث في تاريخ تركيا كان زلزال إرزنجان في عام 1939، وقد بلغت شدته حوالي 7.9 درجة على مقياس ريختر.

لماذا تعتبر تركيا منطقة معرضة للزلازل؟

تركيا تقع في منطقة جغرافية تتقاطع فيها صفائح تكتونية متعددة، مما يجعلها عرضة للنشاط الزلزالي. تتقاطع صفيحة الأناضول مع صفيحة الأوراسيا، مما يسبب ضغطًا تكتونيًا ويؤدي إلى حدوث الزلازل.

هل هناك مناطق محددة في تركيا تشهد زلازل أكثر من غيرها؟

نعم، هناك مناطق في تركيا تعرف بأنها مناطق زلزالية نشطة أكثر من غيرها. من بين هذه المناطق، يمكن ذكر مرمرة وإيجه في شمال غرب تركيا وخط الصدع الشرقي في شرق البلاد.

ما هي الإجراءات الوقائية التي تتخذها الحكومة التركية للتصدي للزلازل؟

تتخذ الحكومة التركية عدة إجراءات وقائية منها تنفيذ معايير البناء المضادة للزلازل، والتوعية العامة حول سلوكيات السلامة في حالة وقوع الزلازل، وتحسين البنية التحتية للتصدي للزلازل.

ما هي النصائح للسلامة الشخصية في حالة وقوع زلزال؟

النصائح للسلامة الشخصية تشمل البقاء في أماكن آمنة، وتجنب الأماكن الزجاجية، وتجنب استخدام المصعد، والاحتماء تحت الأثاث الثقيل، وتجنب الهرب إلى الخارج أثناء الهزة.

هل يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل؟

لا يمكن التنبؤ بتوقيت ومكان حدوث الزلازل بدقة مطلقة. ولكن يمكن استخدام أنظمة الرصد لرصد النشاط الزلزالي وزيادة الوعي بالمخاطر المحتملة.

ما هي أسباب الزلازل التسونامي في تركيا؟

يمكن أن تسبب الزلازل الكبيرة تحت الماء في البحر الأبيض المتوسط في تكوين أمواج تسونامي. تركيا تقع على السواحل البحرية وقد تكون عرضة للتسونامي في حالة وقوع زلازل بحرية كبيرة.

اقرأ أيضاً